تطبيق برق: تجربة بنكية رقمية بلا حدود وتحديات في الطريق
برق هو تطبيق مالي مبتكر تقدمه شركة برق للتمويل، يهدف إلى إعادة تعريف تجربة الخدمات البنكية للأفراد في المملكة العربية السعودية وبعض الأسواق الدولية. يستند التطبيق إلى مفهوم “البنك الرقمي بلا حدود”، حيث يمكّن المستخدمين من إجراء تحويلات فورية بين المحافظ، والتحويلات الدولية برسوم منخفضة أو معدومة، وإدارة الأموال بعدة عملات من خلال منصة إلكترونية سريعة وسهلة الاستخدام. يركز برق على توفير تجربة مصرفية بدون أوراق أو أفرع تقليدية، مستفيدًا من الانتشار الواسع للأجهزة الذكية بنظامي iOS وAndroid وmacOS، ليستهدف شريحة المستخدمين الذين يطمحون لحلول مالية عصرية وسلسة تتجاوز التعقيدات البنكية التقليدية.
من واقع تجربة المستخدمين، يتفوق برق في المعاملات البنكية الأساسية مثل تحويل الأموال والتحقق من الرصيد لحظيًا، مع واجهة تتيح متابعة محافظ متعددة وإدارة الأموال بسلاسة. التحديثات الأخيرة حسنت سرعة الأداء وجودة عرض المعلومات، وشملت تحسينات في نظام تحميل المستندات والتنبيهات اللحظية، ما رفع من مستوى الشفافية والراحة في متابعة الأنشطة المالية. إلا أن التحديات تبدأ بالظهور مع الوظائف الأكثر تعقيدًا، مثل التحويلات الدولية. أشار بعض المستخدمين إلى بطء في إنجاز المعاملات أحيانًا واختفاء مفاجئ لخيارات التحويل الدولي داخل التطبيق، ما أثر على ثقتهم بالخدمة، خاصة في ظل عدم وجود تواصل مباشر أو سريع مع دعم العملاء.
تجربة خدمة العملاء تبرز كأسوأ مواطن الضعف، حيث تكررت الشكاوى حول صعوبة التواصل مع فريق الدعم وطول مدة معالجة طلبات الاسترداد، ما خلف شعورًا بالارتباك وخيبة الأمل لدى بعض المستخدمين عند وقوع أخطاء في التحويل أو الحاجة لاستفسار عاجل. في المقابل، يحصل التطبيق على تقييمات مرتفعة من أولئك الذين اقتصرت حاجتهم على التحويلات المحلية وإدارة العملات، حيث تتميز الخدمة بسرعة واستقرار ملحوظين على الأجهزة الحديثة، رغم ظهور بعض المشاكل البسيطة، مثل تعثر رفع صور المستندات أحيانًا أو عطل في بعض التنبيهات قبل التحديثات الأخيرة.
من الناحية الفنية، يتفرد برق بالنموذج الذي يركز على إلغاء الرسوم التقليدية، خاصة في التحويلات الدولية وصرف العملات الحي، ما يمنحه ميزة تنافسية ملموسة أمام البنوك التقليدية التي تفرض رسومًا متعددة وهوامش مرتفعة. تجربة المستخدم تعتمد كليًا على الهواتف الذكية، وتستفيد من أحدث تقنيات التشغيل، ما يجذب شريحة المستخدمين الرقميين والمسافرين الدوليين. كما يتميز التطبيق بخاصية التحكم الفوري في البطاقات البنكية (تجميد/إلغاء التجميد)، ودعم متعدد للغات تشمل العربية، الإنجليزية، البنغالية، الهندية والأوردية، مما يزيد من انتشاره بين الجاليات والمقيمين.
مع ذلك، تبقى المخاطر الرئيسية في مدى ثبات الخدمات وشفافية العمليات. تعطيل خاصية التحويل الدولي أو بطء معالجة التحويلات المالية يهدد بثقة المستخدمين، خاصة في قطاع تشتد فيه الحاجة إلى الاعتمادية. كما تظل المشكلات التنظيمية والامتثال لضوابط التحويلات العابرة للحدود تحديًا دائمًا، مع ظهور مزيد من المنافسين من مصارف النيو بنك وتجميعات التحويلات العالمية التي ترفع سقف التوقعات لدى المستخدمين.
توصياتنا العملية للمستخدمين تبدأ بالاستفادة من برق كخيار رئيسي لإدارة المحافظ المحلية والتحويلات المالية الصغيرة، مع مراقبة سرعة إنجاز المعاملات وحرص على وجود بدائل موثوقة عند الحاجة لتحويلات دولية كبيرة أو عاجلة. كما ننصح بالاستفادة من أدوات الأمان اللحظية للبطاقات، مع الإبقاء على تواصل دائم بقنوات الدعم وعدم الاعتماد الكلي في حالات الطوارئ.
بالنسبة للقائمين على التطبيق، نوصي بتطوير منظومة دعم العملاء وتوفير آليات واضحة وشفافة حول أوقات معالجة التحويلات، مع استثمار أكبر في اختبارات الثبات والاعتمادية خاصة لخدمة التحويلات الدولية. كما يجب تعزيز حملات التوعية حول حماية المستخدم وشرح خيارات الصرف والتحويل بوضوح أكبر، وضمان استكمال دعم كل اللغات لزيادة الشمولية.
وأخيرًا، ننصح المعنيين في القطاع المالي بمتابعة برق كنموذج ناجح للبنوك الرقمية منخفضة التكلفة في الأسواق النامية، واعتباره مرجعًا أو شريكًا محتملاً في بناء بيئات مصرفية عصرية قائمة على الشمول المالي والابتكار الرقمي، مع التركيز على التكامل التنظيمي وحماية المستهلك.
خلاصة القول، تطبيق برق يقدم تجربة مصرفية اقتصادية ومواكبة للعصر، مع تركيز واضح على سهولة الاستخدام، التحويلات الدولية، ودعم تعدد العملات، لكنه بحاجة لمزيد من التطوير في خدمة العملاء وثبات الخدمات ليحقق طموحه في أن يصبح البديل الرقمي الأمثل للبنوك التقليدية. المواصلة في تحسين التجربة وتلبية تطلعات المستخدمين ستحدد مستقبل برق في مشهد البنوك الرقمية المتسارع في المنطقة.